د.ياسر عبد الوهاب .. المشاركة الشعبية في الانتخابات، وإقبال الناس على التصويت سيجهض أي محاولة للتزوير؛ لأن التزوير لا يتم إلا عندما يغيب الناس تاركين المزور يصول ويجول دون رادع ..

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

تذكرة ودعوة

اخوتى وأهلى وأحبائى...........

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
كل عام وأنتم بخير فقد مرت علينا هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم ومر علينا يوم عاشوراء وحرى بنا أن نتذكر بعض المعانى من هذين الحدثين الجليلين :
المعنى الاول :الحركة الدؤوبة والعمل المستمر لدين الله عز وجل فهذا نبينا الكريم منذ أن كلفه الله بالرسالة (قم فأنذر)لم يهدأ له جسد ولم يدخر وسعا فى سبيل انقاذ البشرية من الزيغ والضلال ولم يتوانى فى دلالة العباد على رب العباد وتحمل فى ذلك العنت والأذى ما تنأى بحمله الجبال ثم تأتى الهجرة فيترك بلده التى أحبها وأهله وعشيرته من أجل اعلاء كلمة التوحيد وهداية البشرية الى خالقها وبارئها فحرى بنا ان كنا حقا من أتباع النيى الكريم أن نحذو حذوه ونسيرعلى خطاه حتى نلقاه على الحوض ان شاء الله غير مبدلين ولا مغيريين
وأما المعنى الثاني: نتذكره من يوم عاشوراء فهو يوم النجاة ويوم اليقين ويوم الأمل
يوم نجاة الفئة المؤمنة من فرعون وملأه بل وأقر الله عين الفئة المؤمنة بهلاك الطاغية
يوم اليقين:بكل المقاييس التى يعرفها الناس كان هلاك موسى وقومه واقع لامحالة فالبحر أمامهم وفرعون خلفهم فتأتى كلمة موسى لتقطع السكون وتذكر الغافلين بأن الله فوق الجميع وأنه لايدور فى ملكه الا ماشاء ان يكون.
وأما الامل فهو أن الباطل مهما علا فى ظاهره فهو الى فناء وزوال فهذا فرعون قد زال ملكه ليس هو فحسب بل ذهب ومعه طواغيته كل فى آن واحد.
 (ان فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد)

دعوة
أما الدعوة فندعوكم الى التفكير ثم العمل كل حسبما يستطيع وكل حسب جهده ووقته كيف يخدم دينه وأهله وعشيرته .
 والى لقاء الاثنين على السكاى بى الساعة الثامنة أترككم فى حفظ الله ورعايته.
والسلام عليكم ورحمة الله
 

تنصر الامم بهؤلاء الرجال

<>
مرج الزهور.. وصناع الحدث

النائب فتحي قرعاوي
بقلم: النائب فتحي قرعاوي

إن الحديث عن إبعاد مرج الزهور ذو شجون، خاصة أن هذه أول مرة يتم تغطية الحدث إعلاميًّا بعد سنوات طويلة على مروره؛ فأحيا بنا الأمل وجدد بنا الثقة بدعوتنا وقيادتنا، وكيف أن الأحداث التي نراها شرًّا في ظاهرها ما هي إلا خير محض؟

لقد نظر سكان الجنوب اللبناني، ومعهم عدد ليس بالقليل من اللبنانيين للوهلة الأولى نظرة تشكك وأحيانًا عدائية عندما رأوا تدفق هذا الكم الكبير الغريب من الفلسطينيين إلى أرض الجنوب اللبناني.. حتى إن بعض الصحف اللبنانية أسهمت في البداية في توجيه سهامها إلى المبعدين، فأحد رسامي الكاريكاتير في إحدى الصحف أنزل رسمًا كاريكاتوريًّا يصور خيامًا مكتوبًا عليها مبعدون فلسطينيون وأحد اللبنانيين يطل من شباك منزله ويتساءل (هيدا تخييم ولا توطين؟)، أما راجح خوري أحد عمداء الصحافة اللبنانية فكتب في صحيفته مقالة لاذعة ومسيئة.. وأذكر من تلك الكلمات: (إن من حق الإسرائيليين إبعاد هؤلاء الإرهابيين، ومَن قال إنهم لا يستحقون هذا العقاب، إنهم يستحقون أكثر، ووصل به التمادي إلى أن قال مَن قال أن شخصًا كالرنتيسي لا يستحق القتل بل الحرق..!)، وكأن الصورة السابقة في نفس المكان ما زالت معششة في أذهان بعض اللبنانيين.

ولكن عندما استقر بنا المقام بدأ المبعدون حياتهم الجديدة وبرنامجهم المنظم ساعة بساعة، بل لحظة بلحظة، الذي فاجأ العالم وعرف مَن لم يكن يعرف أن ها هي حماس..

لقد انهال الإعلام من شتى أرجاء الكرة الأرضية على مرج الزهور؛ فاضطرت الحكومة اللبنانية إلى منع دخول الصحفيين إلى مخيم المبعدين إلا بتصريح خاص من وزارة الإعلام اللبنانية؛ فانهال الصحفيون على الوزارة للحصول على التصاريح؛ ما جعل وزير الإعلام اللبناني يقول إن أعدادًا كبيرة من الصحفيين يأتون يوميًّا لأخذ تصاريح لمقابلة الرنتيسي لا لمقابلة رئيس الجمهورية..!.

لقد رأى الناس لأول مرة في هذا المكان نمطًا آخر ونوعًا جديدًا فريدًا من الفلسطينيين ما ألفوه من قبل، جعلت الذهنية اللبنانية والتعاطف اللبناني من أقصى الجنوب حتى أقصى الشمال تنقلب إلى 180 درجة في تقديري واحترام المبعدين والتعاطف معهم في أيام قليلة.

لقد توجه المبعدون برسائل إلى الحكومة اللبنانية مفادها (نحن مصرُّون على العودة حتى لو متنا عن آخرنا في هذا المكان، ونطلب منكم الإصرار على موقفكم بعدم السماح لنا بدخول لبنان)، وتوجهت إحدى المسيرات التي ضمت كلَّ المبعدين ومئات الضيوف والطواقم الإعلامية في موكب يتقدمه الأخ إسماعيل هنية، وهو يردد ويردد معه الحشد الهائل (حسبنا الله ونعم الوكيل) حتى وصل الجمع إلى الحاجز اللبناني على مدخل مرج الزهور، أوصلوا خلالها رسالةً إلى الحكومة اللبنانية مفادها (شكرًا لكم على موقفكم بعدم السماح لنا بدخول لبنان, نطالبكم باستمرار هذا الموقف وعدم الرضوخ لأية جهة ضاغطة عربية أو دولية..)، لقد كان لمشاهد ظهور المبعدين على أجهزة التلفاز المحلية اللبنانية والعالمية والعربية أدت إلى حالة انقلاب كامل وتعاطف غير مسبوق مع المبعدين وقضيتهم، لقد كانت أخبار المبعدين تتصدر أخبار الجرائد والصحف ومحطات التلفزة اليومية في كل يوم وليلة قبل أخبار الوضع الداخلي في لبنان، حتى إن الكاتب اللبناني ذاته "راجح خوري" يكتب مقالاً في جريدته المشهورة بعنوان مواسم الحج- وقد تزامن كتابة المقال مع موسم الحج لدى المسلمين وموسم عيد الميلاد لدى النصارى- فقال: "على الحجاج أن يؤجلوا الذهاب إلى مكة وبيت لحم هذا العام وأن يتوجهوا للحج إلى مرج الزهور، ذلك لأن حجهم هذا العام إلى مرج الزهور مقدَّم على أي حج؛ لأنه لا يقل أهمية عن الحج إلى الأماكن المقدسة في مكة وبيت لحم)، وكتب إبراهيم سعدة، صاحب القلم المعروف في التهجم على الإسلاميين، في (الأهرام) وبعنوان كبير (نعم للمبعدين في مرج الزهور ولا للإرهابيين في مصر)، وكانت وقتها سلسلة اغتيالات للسياح وأعمال عنف في مصر، وكتب جورج إبراهيم في (الدستور) الأردنية- وهو نقيب الصحفيين الأردنيين في ذلك الوقت- وقد زار المبعدين مع وفد نقابة الصحفيين الأردنيين،  كتب مقالاً عندما تقرأه لأول وهلة تظن أن كاتبه أحد كبار الدعاة وهو يتحدث بانفعال شديد عن حسن الاستقبال الذي لقوه وعن عبقرية الرنتيسي وخفة دمه وروعة كلمات جمال منصور وبداهة وعمق الزهار وفهم ودقة تحليل بسام جرار للمرحلة المقبلة...

وجاءت زيارة مفتي البقاع اللبناني مع وفد مديرية الإفتاء مناسبة لذرف الدموع وهياج المشاعر، فقد تحدَّث الرجل ببلاغة عالية رغم بساطتها وبانفعال شديد بكى معها وأبكانا، وكان مما قاله: (والله إنكم صنعتم وبيضتم وجه الفلسطينيين، فأنتم أنتم القادة، وأنتم مَن تستحقون القيادة"، ثم قال: "والله لقد تحسَّنت أجواء لبنان بقدومكم وتحسن هواء لبنان عندما اختلط بأنفاسكم.. فالبقاع كله يدعو لكم ويتمنى الخير والبركة من وجودكم"، وبعد هذه الكلمة أخذ يتعرف على الرجال؛ حيث كان معظمهم يلبس بنطالونات (ترينج) وجزمًا جلدية، فقالو له: هذا الشيخ محمد فؤاد أبو زيد خطيب المسجد الأقصى، وهذا الشيخ حامد البيتاوي أيضًا خطيب المسجد الأقصى، وهذا الدكتور سالم سلامة رئيس الجامعة الإسلامية وهذا.. فأخذ يبكي ويحتضنهم، وقال للشيخ أبو زيد أرجوك يا خطيب الأقصى أن تضع يدك على جسمي لأتبرك، ضعها هنا وهنا وهنا ثم خلع جبته وعمامته وألبسهما للشيخ، وقال: والله لا يحل لي أن ألبس جبتي وعمامتي وخطيب وشيخ الأقصى بهذه الملابس, فأحرج الشيخ ولبسهما إكرامًا ليمينه ثم أعادهما فأقسم بالله ألا تخلعهما ولا ألبسهما، وعاد إلى بلده بالبنطال والقميص وبدون عمامة.

لقد قال الدكتور موسى أبو مرزوق- الذي كان وقتها رئيس المكتب السياسي-: "إن الحركة ستبقى تستفيد من حدث الإبعاد خلال العشرين سنة المقبلة"، لقد عاش المبعدون عامًا كاملاً لعدد كبير منهم، في حين أن عددًا آخر قضى تسعة أشهر، ما سمعوا خلالها إلا المدح والثناء والتعاطف من كلِّ أحزاب وتنظيمات وفصائل وأحرار العالم وشعوبه؛ لأنهم رأوا الصورة الناضجة والواعية عن الإسلام والواضحة عن المقاومة الإسلامية في فلسطين وفكرها الوسطي المتوازن.

لقد كان حضور الحركة الإسلامية العالمية في كلِّ أرجاء العالم ودعمهم للمبعدين لافتًا وواضحًا, ولا أعتقد أنه يوجد حزب حُرُّ أو تنظيم مناضل أو قادة بارزون أو علماء ومفكرون أو مفتون ومتحدثون، إلا وكان لهم شرف الوصول إلى مرج الزهور أو إرسال الرسائل أو الاتصال عبر الهاتف، وهذا في كل يوم، حيث كنَّا نجتمع مساءً، وكانت السماعات تفتح لتوصل أصوات هؤلاء إلينا، كالدكتور القرضاوي ومفتي الاتحاد السوفيتي وعلماء باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا ومصر والأردن، لقد زارنا وزراء من ليبيا والسودان ومفكرون وقادة عمل إسلامي، كالدكتور فتحي يكن، وأعضاء البرلمان اللبناني عن الجماعة الإسلامية وحزب الله حتى شخصيات مارونية ونقابة الفنانين في مصر، وكم كان مؤثرًا أن يأتي وفد البرلمان الإيطالي برئاسة أحد النواب (المعوقين)- الذي انفجر بالبكاء لحظة وصوله وتأثر كثيرًا من روعة الاستقبال- وقال: "أنا أتعاطف مع الشيخ أحمد ياسين لأني معوق مثله"، وقدم مبلغ عشرة آلاف دولار هدية للمبعدين؟, حتى البوسنة والهرسك أرسلت أحد الإخوة واسمه (عرفان) رغم المجازر التي كانت هناك في ذلك الوقت، فحكى كلامًا مؤثرًا وقدَّم لنا مبلغًا (خمسمائة دولار هدية من أطفال البوسنة) وقال: "أعرف أن هذا المبلغ بسيط، ولكنه في البوسنة كبير وعظيم؛ فقابل المبعدون الهدية بهدية أخرى، فجمعوا له مبلغًا (عشرة آلاف دولار في ربع ساعة..).  

إن معظم النقابات الإسلامية في العالم العربي كلها تقريبًا وفدت إلى مرج الزهور، فنقابات المهندسين والأطباء وأطباء الأسنان.. فأطباء الأسنان الأردنيون مكثوا عندنا أيامًا طويلة حتى عالجوا كلَّ مَن يشتكي من وجع أسنانه, أما نقابة المحامين المصريين، برئاسة الأستاذ سيف الإسلام حسن البنا، فقد استقبلت استقبالاً يليق برؤساء الدول، فاصطف المبعدون صفين متقابلين طويلين، وكان سلام الاستقبال على وقع أنشودة (يا معشر الإخوان لا تترددوا)، فبكى جميع أعضاء الوفد وبكى المبعدون، ما جعل الأستاذ أبو أيمن طه يرد بقصيدة على نفس السياق رحب بالوفد وبالبنا، وترحم على المؤسس حسن البنا فهذه دعوته قد أثمرت وأينعت.

لقد سألنا بعض الصحفيين اللبنانيين، ما مواعيد صيامكم؟، قلنا لهم: لماذا؟.. قالوا إن الناس في لبنان يسألوننا عن أيام صيام المبعدين من أجل أن نصوم معهم..؟.

إن قصص العفة والتعفف عن متاع الآخرين ونظافة اليد وحسن الخلق وغضَّ البصر لها من القصص التي انتشرت في كلِّ بيت لبناني، فالمنطقة المحيطة بالمخيم ملأى بأشجار التين وكروم العنب والتفاح من أشهى الأنواع وألذها، تفاجأ الناس أن بساتينهم لم يدخلها إنسان ولم تمس ثمرها يد مخلوق, وأسوق القصة التالية التي حصلت مع مزارع لبناني؛ حيث سأل جاره قائلاً: "أنا متردد في الذهاب للضيعة، لأتفقد بستان التفاح الذي لي بجوار مخيم المبعدين..".

رد عله الجار قائلاً: أنت تعرف، هؤلاء فلسطينيون، وأعتقد أنهم أكلوا اليابس أولاً ثم أكملوا على الأخضر، فخير لك أن لا تذهب..!.

فتفاجأ الرجل عندما زار بستانه بأن حبة واحدة من بستانه لم يتم التقاطها، وأن شجره مثمر بشكل كبير، فجاء مباشرة إلى المخيم فقال للإخوة: أنا أريد أن أرى الرنتيسي شخصيًّا؛ فدلوه عليه وقال: (يا عمي أنتم نوع من البشر أول مرة نتعرف عليه, وحدث قصته مع الجار، ثم قال لقد غبت عن بستاني شهورًا, ظننت أنه انتهى، ولما زرته اليوم وجدته أحسن مما تركته, اسمع يا دكتور رنتيسي أنا أتبرع لكم بكل البستان لوجه الله ثم إكرامًا لكم)، ورفض الدكتور ومَن حضر المشهد بإصرار أو أن يدفعوا ثمن كل حبة، وخرج الرجل وعاد في اليوم التالي ومعه شاحنة؛ حيث قطف كل التفاح من بستانه وجاء به إلى المبعدين..!!.

لقد كان موقفًا مؤثرًا عجزت الكلمات عن وصفه سوى استذكار قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ (طه: من الآية 39).

لقد نظَّم المبعدون أوضاعهم واستوعبوا صدمة الإبعاد في زمن قياسي فشكلت لجنة- قيادة المخيم- التي عممت في لحظاتها الأولى أنه يمنع مهاجمة أية دولة عربية في أي حال؛ لأن معركتنا ليست معهم, كما يُمنَع مهاجمة (م.ت.ف)؛ لأن معركتنا مع الاحتلال, ونبه التعميم المبعدين أن يضعوا في وجدانهم أنهم عائدون، فالصبر الصبر والثبات الثبات وضبط اللسان.

ثم كانت لجنة الساحة المشرفة على كلِّ داخل وخارج وعلى العدد اليومي؛ للتأكد من وجود الجميع في ساعة واحدة.

لم تفت المبعدين صلاة جماعة واحدة رغم تراكم الثلوج ولم تفتهم صلاة جمعة واحدة، رغم انهمار المطر والثلج، وكان شعار المرحلة فضحًا إعلاميًّا لجرائم الاحتلال واستجلابًا للأنصار والمتضامنين حول العالم؛ للدفع تجاه عودتنا وقبل ذلك الدعاء والاستغاثة بالله، فصلاة الحاجة وقيام الليل والصيام أسلحة تلك المرحلة.

ومن اللجان المشكلة اللجنة الهندسية التي أوصلت الماء إلى جانب كلِّ خيمة والكهرباء إلى داخل كل خيمة وشكلت بلدية مخيم العودة التي حوت مجموعة من المهندسين، فحددت حدود المخيم وساعات الخروج والتزام الخيام, واللجنة الطبية التي عملت بالحد الأدنى من الأدوات، فلم تسجل حالة ارتفاع ضغط أو ارتفاع السكر عند مرضى السكر ولا حتى حالات رشح أو إنفلونزا، رغم شدة المطر والبرد وتراكم الثلج، ولعل اللجنة الإعلامية- وهي أكبر اللجان وأوسعها وأكثرها فعاليات- فأعتقد أنها قامت بدور أكبر وأكثر فعالية من وزارة إعلام في دولة ذات مؤسسات- هذه ليست مبالغة- لقد انبثقت عن هذه اللجنة, لجنة الناطق الرسمي التي تتابع تصريحاته وتضع بين يديه كل المستجدات على صعيد المبعدين والوضع الفلسطيني برمَّته، وكان يتم الاتفاق على إجابات بعض الأسئلة التي ربما تكون محرجة، والتي سيسأل عنها الناطق الرسمي في مؤتمره الصحفي اليومي، هذا المؤتمر يبدأ الساعة التاسعة من صباح كلِّ يوم؛ حيث يلقي الدكتور الرنتيسي بيانه، ثم يفتح المجال للأسئلة أمام وسائل الإعلام، وهذا المؤتمر الصحفي تحضره وسائل الإعلام اللبنانية والعالمية، ثم يقوم بعد ذلك الدكتور عزيز دويك الناطق باللغة الإنجليزية بترجمة إجاباته إلى الإعلام الأجنبي الموجود.

 لقد كان الدكتور الرنتيسي- رحمة الله عليه- يعمل قرابة العشرين ساعة، وكان يطلب من الشباب أن يوفروا له شيئًا من الراحة لينام لبضع الوقت؛ لأن الإعلام كان يطارده طوال الوقت, أما لجنة العلاقات العامة فهي مكونة من رجال يتقنون كلَّ اللغات.. الإنجليزية والإسبانية والروسية والإيطالية حتى الألمانية؛ لاستقبال الضيوف والوفود الإعلامية، وتوفير ما يلزم حتى الضيافة والمنامات لِمَن أراد المكوث، وكل ما يلزم لرجال الصحافة من بطاريات وأجهزة الشحن الكهربائي وأشرطة الفيديو، وحتى الأسلاك، لقد أقيمت لذلك الغرفة الإعلامية لإنتاج الأفلام وإرسال الرسائل الإعلامية المباشرة.

أما لجنة صناعة الحدث التي كان لها اجتماعان في الأسبوع فكانت تتابع مجريات الأحداث ثم تضع الخطط لاستباق الحدث، ثم صناعة حدث في مرج الزهور يستقطب الأنظار، ويوجه الرأي العام إلى مرج الزهور؛ لإفشال ذلك الحدث والتقليل من خطورته، ومن ذلك كانت إحدى المسيرات الضخمة موجهة إلى الشارع الفلسطيني، والتي شكلت ضغطًا على الوفد المفاوض أن يمتنع عن الذهاب إلى المفاوضات، وقضية المبعدين قائمة، ثم مسيرة الأكفان التي استنفرت العالم العربي، فكانت تبث على الهواء مباشرة عبر محطات الراديو والتلفزة، فكانت لها رسائل موجهة إلى أكثر من طرف تزامن معها مسيرات موازية في ألمانيا والسودان وغيرهما.

لقد كانت المسيرات تحاط بالسرية الكاملة، ولا أحد يعرف وجهتها حتى المبعدون إلا لحظة انطلاقتها، حيث يعلن الناطق الرسمي عن ذلك.

وأمام كل ذلك شعر الكيان الصهيوني بحجم الكارثة والورطة التي وقع فيها، واعترف بذلك قادته فأعلن عن ما يسمى بالصفقة الأمريكية التي وافق عليها العرب بالإجماع، وجاءت بعض القيادات الفتحاوية لأول مرة إلى مرج الزهور؛ لتسويق الصفقة التي تقضي بعودة (101) من المبعدين على أن يعود الباقون بعد سنتين وبعد الاستئناف للمحاكم الصهيونية، وجاء وزير خارجية أمريكا (كريس توفر) إلى سوريا، طالبًا من القيادة السورية الضغط باتجاه قبول المبعدين بالصفقة الأمريكية التي رفضها المبعدون، وكان رد القيادة السورية أن هذا شأن يخص المبعدين، وأن هؤلاء (مشايخ ورجال دين) أقسموا اليمين على رفض الصفقة وهم مصرون على العودة الجماعية.

قادة إسرائيليون لا يزالون إلى اليوم يتحدثون عن حماقة رابين وعن كارثية حدث الإبعاد الذي حول حماس من حركة محلية إلى حركة عالمية، أبرزت قيادات الحركة، كما قال مراسل الـ(C.N.N) عنهم، إنهم مرتبون نظيفون أكاديميون مثقفون مبتسمون دائمًا.

في أحد الأيام وصلت شاحنة مساعدات، وكان عدد الذين أشرفوا على إنزال حمولتها (ستة فقط)، وكانت شبكة (C.N.N) تصور المشهد، فتوجه مراسل الشبكة إلى الشهيد جمال منصور قائلاً: أين الناس؟ قال: في الخيام, قال المراسل لماذا لا نرى أحدًا منهم؟ قال: لا ضرورة لذلك، فهذا العدد يكفي لإنزال الشاحنة وإرسال حمولتها إلى المخزن, فقال المراسل: أي عالم أنتم أنا صورت بكاميرتي ما حصل بعد زلزال فلوريدا؟ كيف اندفع الناس إلى مهاجمة شاحنات المساعدات ونهبها وحرق بعضها وانتهت العملية بسقوط 150 قتيلاً..؟!.

وأخيرًا لا بدَّ أن نسجل هنا موقف الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عند عودتنا؛ حيث أصرَّ على أن يكون شخصيًّا آخر مَن يدخل معبر "زمريا"؛ ليتأكد من دخول الجميع كما أصرَّ هو على أخذ قائمة أسماء المبعدين ومناداة المبعدين بالدخول بنفسه، وكان الضباط يتهامسون فيما بينهم أين الرنتيسي؟ ولما أقبل- رحمه الله- وقف جميع مَن دخل من المبعدين لاستقباله، فتلقاه صحفي عسكري عرف نفسه أنه مراسل تليفزيون الشرق الأوسط، وسأل: بعدما حصل لكم من معاناة هاأنتم تعودون ماذا ستفعلون.. سلطة فلسطينية وعمليه سلمية وواقع جديد؟ قال الدكتور: العملية السلمية متعثرة: قال: وأنتم ماذا فاعلون قال: باختصار نحن في معظمنا لاجئون، وحقنا في بلدنا فلسطين كاملة من نهرها حتى بحرها مهما طال الزمن وهنا ضج "زمريا" المعبر العسكري الصهيوني المحصَّن بتكبير المبعدين، وارتجت معه سفوح الجبال المحيطة جبال لبنان والجليل..!.

رحم الله شهداء مرج الزهور, الشهيد الأول عبد الرحمن العاروري- الذي صفي أمام زوجته وأبنائه- ثم تتابعت مسيرة الشهداء أفرادًا وقادة حتى كان الشهداء الأبرار جمال منصور وجمال سليم وصلاح دروزة وإخوانهم، ثم كان أبا محمد الرنتيسي الذي فجع بفراقه كلَّ مَن عرفه وأحبه؛ فاستحق بكل جدارة الناطق الرسمي- ليس باسم المبعدين فحسب- بل ناطقًا رسميًّا باسم كلِّ أبناء الأمة، بل كل أحرار العالم ولا تزال قوافل شهداء مرج الزهور تترى وتتتابع على مذبح الحرية حتى كان آخرهم كمال أبو طعيمة الشهيد المظلوم الذي قضى تحت سياط الجلادين من أبناء الأمة، وسيبقى مرج الزهور وذكرياته محط آمال لا نقطة آلام كما خطط لها الأعداء، لقد انقلب خيرًا كلًّه ومنحة ربانية بعد أن خُطط أن يكون محنة وإيلامًا، وبعد هذه الأعوام الطويلة أين حماس الآن وأين الآخرون؟.. سؤال نتركه ليجيب عنه (مَن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).

-------------
نقلا عن موقع اخوان اون لاين
* عضو الكتلة البرلمانية للإصلاح والتغيير بالمجلس التشريعي الفلسطيني- الضفة الغربية.

معنى الرجولة


يقولالإمام الشهيد حسن البنا: "إن تاريخ الأمم جميعًا إنما هو تاريخ ما ظهر بها من الرجال النابغين أقوياء النفوس والإرادات، وإن قوة الأمم أو ضعفها إنما يقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة، وإني أعتقد- والتاريخ يؤيدني- أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته، وفي وسعه أن يهدمها كذلك إذا توجهت هذه الرجولة إلى ناحية الهدم لا ناحية البناء".
1142

   

 


الملك فيصل رحمة الله عليه
عندما قطع مد البترول في حرب أكتوبر
وقال قولته الشهيرة

عشنا وعاش اجدادنا على التمر واللبن
وسنعود لهما
ويقول وزير الخارجيه الأمريكي الإسبق
كسينجر في مذكراته
أنه عندما إلتقى الملك فيصل في جدّه , عام 1973 م , في محاوله لإثنائه عن وقف ضخ البترول , رآه متجهما ً , فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبه , فقال " إن طائرتي تقف هامده في المطار , بسبب نفاد الوقود , فهل تأمرون جلالتكم بتموينها , وانا مستعد للدفع بالأسعار الحره ؟ ! .
يقول كيسنجر : " فلم يبتسم الملك ,
بل رفع رأسه نحوي ,
وقال : وأنا رجل طاعن في السن ,
وامنيتي أن اصلي ركعتين في المسجد الاقصى قبل أن أموت فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنيه؟!
  اللهم ارحم الملك فيصل رحمة واسع

image0043
11
إ

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

بين المنحة والمحنة

بين المنحة والمحنة
 
 
قد ينظرالإنسان إلى الظواهر ويترك البواطن،

فينظر إلى آلام المخاض وينسى فرحة الميلاد،


إن الذهب حينما يستخرج خاماً لابد أن يوضع في النار حتى ينقى من الشوائب
 
ويصير ذا قيمة كذلك تفعل المحن بالمسلم،

قال تبارك وتعالى

: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} 
(آل عمران: 141).




وفوائد المحن كثيرة منها:

أنها تظهر الصديق من العدو وتعرف الإنسان محبيه من مبغضيه فيظهرون وقت الشدة،

أما المحب فيقف بجانبك منصفاً، وأما المبغض فيقف وراءك شامتاً،
والشماتة ليست من خلق المسلم وفي الأثر "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك"،
 
وفي المحن يبحث لك المحبون عن عذر، والمبغضون يبحثون لك عن عثرة،

والمنصفون يوازنون الأمور حتى يحكموا بالعدل... 

وفي النهاية من المحن تأتى المنح.
 
ومن فوائد المحن:

أنها تؤدى إلى مراجعة النفس ومعرفة مسارها ومن أين أُتيت،
فيصحح الإنسان مساره ويقاوم عيوبه فيصبح شخصاً آخر يقر ب الحق ولا يعاند بالباطل،
فيقر بخطئه ويعترف بذنبه ويتوب إلى ربه،

وإن هذا المثل كمثل رجل عند ولده فهو يحبه لكنه يجده يخطئ ويتنكب الطريق،

ومازال يتنكب حتى يخشى عليه من العثرات فهو من فرط حبه له، وإشفاقه عليه،

يقسو عليه ويلزمه بأمور شديدة حتى يصنع منه رجلاً،

ومن فوائدالمحن:

أنها تعرف الإنسان قدر النعمة التى هو فيها فيشكر الله عليها ويحافظ عليها،
 إذ النعم منسيّة فإذا فقدت عُرفت،

فيجتهد بالحفاظ على النعم بطاعة الله وإتقان العمل، وسد الثغرات وإصلاح النية. 

ومن فوائدالمحن:

أنها تخرج الطاقات الكامنة فتظهر قدرة الإنسان الحقيقية،

وتعوده الجد بعد أن تعود الكسل،والنشاط بعد الخمول، والعمل لدين الله
 
بعد أن أخذت الدنيا مجامع قلبه... 

فمن 
المحن تأتى المنح. 


ومن فوائد المحن:

أنها تعرف الإنسان حقيقة الدنيا، وأنها بين لحظة وأخرى تنقلب على صاحبها،
ألا فليعمل لله فهو ضمان الفوز، ولا يشغل نفسه بالرزق والدنيا فهى آتية لا محالة. 

ومن فوائد المحن:
أنها تكفر الذنوب وتقرب من رب العباد

وفي الحديث: "لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشى على الأرض ولا خطيئة له".

ومن فوائدالمحن:

أنها تكسر القلب لله، وتزيل الكبر من النفس فيعود العبد ذليلاً بين يدى الله تعالى،

وحينئذٍ يعود القلب قريباً من الله، بعيداً عن الشيطان. 
روى الإمام أحمد في كتاب (الزهد)،
ومن فوائدالمحن:
أنها تجعل بين الإنسان وبين الخطأ والزلل حاجزاً نفسياًعميقاً،

فلا يقع فيه مرة أخرى وتجعله يتخذ بعده سبيلا يرفعه ولا يخفضه، يعزه ولا يذله.

ومن فوائد المحن:

أن الإنسان يحب من كان سببا في تنبيهه من غفلته،

فلولا أن الله سخره لبقى التراب على السطح ولظل المعدن مدفوناً في الشوائب
منقول